ابراهيم رئيسي في قطر للمشاركة في منتدى الدول المصدرة للغاز

وهي الزيارة الأولى لرئيسي الى دولة خليجية منذ تسلمه مهامه الصيف الماضي. وخلال أزمة الخليج بين حزيران/يونيو 2017 وكانون الثاني/يناير 2020، قاطعت السعودية والإمارات ومصر إمارة قطر، متهمة إياها بالتقرّب من طهران.

والتقى رئيسي يوم الاثنين (2022/02/21) أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وسيجمع المنتدى 11 دولة بينها قطر وإيران والجزائر وروسيا.

وقال رئيسي بعد الاجتماع مع أمير قطر إن اللقاء كان “جيدا”، مشيرا الى أن هناك اتفاقا على أن على “البلدين الإفادة من القدرات والفرص المتوافرة من اجل توسيع التعاون وتعميق العلاقات في مجالات مختلفة”.

وأضاف أن الجانبين سيتخذان تدابير “جدية وجديدة” لتنفيذ ذلك.

وأشار الى أن تعزيز التعاون سيحصل في مجالات “الاقتصاد والطاقة والبنى التحتية والتجارة والاستثمار والأمن الغذائي والصحة والثقافة”.

ويأتي اللقاء بينما تتواصل في فيينا المفاوضات بين ممثلين عن الجمهورية الإسلامية وعن القوى العظمى، وبينها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، حول الملف النووي الإيراني. وصدرت تصريحات عدة خلال الأيام الماضية تحدثت عن قرب التوصل الى اتفاق.

لكن رئيسي قال اليوم في الدوحة إن على “الولايات المتحدة أن تثبت إرادتها برفع العقوبات الرئيسية” التي تفرضها على إيران، مضيفا أنه “للتوصل الى اتفاق” حول الملف النووي، “من الضروري تأمين مصالح الشعب الإيراني، لا سيما مسألة رفع العقوبات”.

وأبرمت الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي وألمانيا اتفاقا في 2015 مع إيران أتاح رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها النووي.

الا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة بالتراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قال في وقت سابق اليوم إن مفاوضات فيينا “حققت تقدما نوعيا”، مضيفا “تقلص عدد المواضيع (التي تبحث) بشكل كبير. لكن المشاكل المتبقية والتي يجب حلها هي الأكثر صعوبة والأكثر جدية”.

وتابع “لا زلنا ننتظر قرارات أوروبا والولايات المتحدة، ولم نرَ بعد هذه الإرادة لديهم”.

وقال أمير قطر اليوم بعد اجتماعه مع رئيسي إن الرئيس الإيراني أطلعه على “ما وصلت إليه مفاوضات فيينا بشأن الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والغرب”.

واضاف “لِما لهذا الموضوع من أهمية وتأثير على أمن واستقرار المنطقة، تتابع دولة قطر بكل اهتمام سير المفاوضات وتأمل أن يتم التوصل في القريب العاجل الى حل واتفاق يرضي جميع الأطراف، ويضمن حق الدول في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وفقا للاتفاقيات والقرارات الدولية”.

وتنفي طهران أن يكون الهدف من برنامجها النووي صنع سلاح ذري، وتدافع عن حقها في إنتاج الطاقة النووية.

وقال أمير قطر يوم الاثنين (2022/02/21) إن بلاده مستعدة “لتقديم أي مساعدة ممكنة في سبيل التوصل الى اتفاق ينهي الخلاف ويضمن أمن واستقرار المنطقة”، مشددا على أن “الحوار هو السبيل الأمثل لحل جميع الخلافات”.

وقد تكون قطر، حليفة الولايات المتحدة، تلعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن.

فقد زار وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني طهران قبل حوالى أسبوعين، وذلك قبل يومين من لقاء بين أمير قطر والرئيس جو بايدن في واشنطن.

منتدى الغاز

ووقع الرئيس الإيراني وأمير قطر الاثنين اتفاقات وبروتوكولات تعاون اقتصادي.

وينعقد منتدى الغاز وسط تصعيد في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا المدعومة من دول حلف شمال الأطلسي، ما ينعكس على اسعار الغاز العالمية، إذ يخشى من وقف إمدادات الغاز في حال حصول تصعيد عسكري أو مزيد من التأزم.

وسيشارك في القمة التي ستنعقد على هامش المنتدى بالإضافة الى أمير قطر والرئيس الإيراني، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي وصل الاثنين الى الدوحة، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في المنتدى (قطر، روسيا، إيران، الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا، ليبيا، نيجيريا، ترينيداد وتوباغو، فنزويلا)، بالإضافة الى الدول الشريكة السبع. وتمثل كل هذه الدول سبعين في المئة من احتياطات الغاز في العالم، و51 في المئة من كميات الغاز الطبيعي المسال المصدرة.

وسيجتمع الوزراء الحاضرون في الدوحة الاثنين للاتفاق على بيان مشترك يمكن أن يتناول، وفق خبراء، نقص احتياطي الغاز في العالم لإمداد أوروبا التي تشهد ارتفاعا هائلا في أسعار هذه المادة.

ودعت الولايات المتحدة قطر الى تقديم مساعدة الى أوروبا في حال حصول مشاكل في الإمدادات من روسيا.